/ الفَائِدَةُ : (148) /
06/05/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / نظر الباحث في أَبواب المعارف الى الحقائق الْعَقَلِيَّة والتَّكوينيَّة / يَجْدُرُ صَرْف النَّظَر الى الْقَضِيَّةِ التالية ، وهي : (إِنَّ لكثير من الأُمور وجودين : أَحَدُهُمَا : حَقِيقِيٌّ . وَالْآخَرُ : مَجَازِيٌّ عَقْلِيٌّ . والْمَجَازُ الْعَقَلِيُّ يدور مدار كيفيَّة الْاِسْتِعْمَال) . ثُمَّ إِنَّ الباحث في أَبواب المعارف لا يهمُّه كثيراً التَّمييز بين الحقيقة اللغويَّة والْمَجَاز الْعَقَلِيّ ؛ لأَنَّ دأَب الباحث في أَبواب المعارف التحرِّي عن الحقائق الْعَقَلِيَّة والتَّكوينيَّة ، دون الْمَجَازات الْعَقَلِيَّة . إِذَنْ : البحث في علوم المعارف ينصبُّ أَوَّلاً وبالذَّات على الحقائق الْعَقَلِيَّة ، خلافاً لعِلْمِ (الأَخلاق) وعِلْمِ (النَّفس والروح) ؛ فإِنَّهما علمان اِعْتِباريان ، نعم يُبحث في نهايتهما عن الحقائق التَّكوينيَّة . وخلافاً لعِلْمِ (السياسة) وعِلْمِ (الْاِجْتِمَاع) والعلوم (الإِنسانيَّة) ؛ فإِنَّها علوم اِعْتِباريَّة . لكن : هذا لا يعني عدم تأثير الْاِعْتِبَارِيَّات في الحقائق التَّكوينيَّة ، لا سيما على المبنىٰ المختار القائل : أَنَّ الاِعْتِبار الصّادق : إِدراك تكوينيّ مبهم ومن بُعد ، في قبال العلوم التَّكوينيَّة التَّفصيليَّة ؛ فإِنَّها تفصيل للحقائق . وعليه : فتندرج ـ بشكل واضح ـ العلوم الْاِعْتِبَارِيَّة في بحوث الحقائق التَّكوينيَّة . وصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَار